{ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}فإن قلت: ما المراد بالسلطان المبين؟ قلت: يجوز أن تراد العصا، لأنها كانت أمّ آيات موسى وأُولاها، وقد تعلقت بها معجزات شتى: من انقلابها حية، وتلقفها ما أفكته السحرة، وانفلاق البحر، وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها، وكونها حارساً، وشمعة، وشجرة خضراء مثمرة، ودلوا ورشاء. وجعلت كأنها ليست بعضها لما استبدت به من الفضل، فلذلك عطفت عليها كقوله تعالى: {وَجِبْرِيلَ وميكال} [البقرة: 98] ويجوز أن تراد الآيات أنفسها، أي: هي آيات وحجّة بيّنة {عالين} متكبرين {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرض} [القصص: 4]، {لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرض} [القصص: 83] أو متطاولين على الناس قاهرين بالبغي والظلم.