سورة المؤمنون - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


{ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}
فإن قلت: ما المراد بالسلطان المبين؟ قلت: يجوز أن تراد العصا، لأنها كانت أمّ آيات موسى وأُولاها، وقد تعلقت بها معجزات شتى: من انقلابها حية، وتلقفها ما أفكته السحرة، وانفلاق البحر، وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها، وكونها حارساً، وشمعة، وشجرة خضراء مثمرة، ودلوا ورشاء. وجعلت كأنها ليست بعضها لما استبدت به من الفضل، فلذلك عطفت عليها كقوله تعالى: {وَجِبْرِيلَ وميكال} [البقرة: 98] ويجوز أن تراد الآيات أنفسها، أي: هي آيات وحجّة بيّنة {عالين} متكبرين {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرض} [القصص: 4]، {لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرض} [القصص: 83] أو متطاولين على الناس قاهرين بالبغي والظلم.


{فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}
البشر يكون واحداً وجمعاً: {بَشَراً سَوِيّاً} [مريم: 17]، {لِبَشَرَيْنِ}، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر} [مريم: 26] و (مثل) و (غير) يوصف بهما: الاثنان، والجمع، والمذكر، والمؤنث: {إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ} [النساء: 140]، {وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] ويقال أيضاً: هما مثلاه، وهم أمثاله: {إِنَّ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأعراف: 194]. {وَقَوْمُهُمَا} يعني بني إسرائيل، كأنهم يعبدوننا خضوعاً وتذللاً. أو لأنه كان يدعي الإلهية فادعى للناس العبادة، وأن طاعتهم له عبادة على الحقيقة.


{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
{مُوسَى الكتاب} أي قوم موسى التوراة {لَعَلَّهُمْ} يعملون بشرائعها ومواعظها، كما قال: {على خَوْفٍ مّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ} [يونس: 83] يريد آل فرعون، وكما يقولون: هاشم، وثقيف، وتميم، ويراد قومهم. ولا يجوز أن يرجع الضمير في {لَعَلَّهُمْ} إلى فرعون وملئه، لأنّ التوراة إنما أوتيها بنو إسرائيل بعد إغراق فرعون وملئه: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الكتاب مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القرون الأولى} [القصص: 43].

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11